الجمعة، 24 مايو 2013

هاكم الوطن العظيم و ها أرضه الشاسعة فأينكِ أيتها السواعد؟


هنــــاك بذلك المكان شعور خاص بالانتماء ، ارتباط  قوي عميق بأرض  تلك القرى والبلدات التي استنشقت رائحة طينها الذائبة في الهواء منذ سويعاتي الأولى بالحياة،  ترعرعت بين أحضان الحقول و ساحات البيدر، بتلك "العروبية" أشتاق لها حتى في لحظات الزيارة ، أشتاق لها و أنا أتأمل أراضيها الشاسعة إلى حدود البصر أحدق على مده شرقا وغربا ، شمالا و جنوبا أحدث نفسي في تلك الغابات و تلك التلال  وعن تلك الحقول و ذلك البساط الطيني من تربة آلحمري بأحجارها و حصى وديانها التي قيل فيها " كانت مورد النوق بزمن مضى" ، في جولة قصيرة رفقة أبي أخدت أستلذ الحديث عنها ولهفة العشق تربك لساني و أستلذ أكثر تلك الحكايات التاريخية التي لا أملها ، يقول أبي : هذه القطعة الأرضية كانت تستوطنها سيدة نصرانية( من المستعمرين الفرنسيين) تدعى سيلاّ ولازال الملك باسمها و هنا كانت فرنسا ستقيم مصنعا و هنا وهنا..... تجاعيد الاحتلال لازالت بادية على ملامح تلك الأماكن البدوية ولو طالت لأوت بها إلى الموت، لكن المجاهد الثائر أبى إلا أن يصر على البقاء، ولم يفلح الوارثون بعد في إرجاعها لعهد الشباب النضر ، كنت أتطلع إلى الأفق و أتذكر جدي و هو يقول:" ستمطر اليوم"، و أطلق العنان لبصري فيترقرق الدمع في عينيان ، بل وأشعر ببريق من النور ينبع من دواخلي المتشبعة بحكاية عشق كبير بطليها  الوجود  و الأرض، و وجدان ارتوى بنبيذ خمرتها...أنظر إليها بتأني و أشير:هاكم  الوطن العظيم و ها أرضه  الشاسعة  فأينكِ أيتها السواعد؟




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق