الاثنين، 31 ديسمبر 2012

الوداع لا يودع الذكرى




ها أنا أودعك يا 2012 وقد عددت أيامك وسويعاتك القاسية منها علي والسعيدة، في آخر اللحظات أراجع ما  لي منك ، وما أضعته منك وقد وهبه القدر لي، مرت بي أيامك وأنا على مرمى قوس الظهر أحلم بمجيء الغد الموعود لأحتفل بأمنية العمر، أمنية اختزلت بها كل المنى في وجودي لأجل الوجود العادل لملايين العطشى إثر اليأس الملعون التواقين لجرعة من الأمل يبتلعونها ريقا لحياة بعد جفاف الأمل.فأنت أيها الزمن اللاهث عبر السابحات في الكون لا تعد دقات قلوب سئمت الانتظار، وأبت إلا أن  تحيك الحلم في قصائدها الشاعرية لعل الغزل يجود،  ويدلها على سبيل بلوغه.
 وداعا أيتها السنة ففيك ودعت رفقة قسي هجرها على قلبي وألم بي الحسرة والأسى، ورفاقا اشتركت معهم القضية فخذلوا ولن تخذل القضية ولن أخذل الوفاء، سأظل بكل ما يهزني من فيض الحماس والطموح صامدة في وجهك يا رياح العناد، أجابه المصاعب ، فلا أنت أيتها الرياح ستردينني عن رفع العلم ولا عن التغني للوطن   يتجرؤون على تكبيل الألسن.
أودعك أيتها السنة كما ودعت ماضي تلك الطفلة  واحتفظت لها بأماني الصبا اللذيذة وهي تتراقص صامتة خلف جدار الصمت الخجول.
ودعتك وفي إحدى لحظاتك أطل علي الأمل يبشرني، أيقنت بعدها أنها اللحظة المباركة منك، بعد أن أمسكوا بيدي من اختارهم القدر لي رفاقا على درب يشع بالأمل نحو نور توقده الإرادة المتفجرة بدواخلهم، ورجائي من العليم القدير أن يبارك لهم في سنوات العمر.
بين أوراق مذكراتك أيتها السنة العابرة دونت الأمة مآسيها وأفراحها بدماء الأحرار الثائرين لكرامة الشعوب و الأوطان، وبين السطور دونت أنا بعض ذكرياتي....
كتبت لي على جدران زمنك أيتها العابرة قسما سيظل نفسي الذي يضخني روح الحياة، وسطرت بالأحمر على الوعد والعهد وموعد اللقاء، سترثّ المقاعد التي جمعتنا يوما وسيظل القسم ينافسني البقاء ودونه لا بقاء.
سكبت مداد قلمي يوما على الورق وكأنها دماء تغلي بغضا للحاقدين والأعداء، وتجرعت الحسرة مرارة على أشباه الزعماء، فلا هم للأمانة أوفوا ولا أنا سأرفعهم عن المنزلة الوضيعة للخونة والجبناء.
وداعا يا سنة  ومرحبا يا سنة فأنتن السنوات متشابهات الزمن، أما أنا فباقية  لا أشبه غيري ، أجار الله الغير مما بي، ودربي الطويل رسمته أخطوطة الطموح المتعالي لأجلك يا وطن.
  مرحا أيها العام الجديد فأنتظر يا قلم كلمات الختم لتخطها، عسى المولى أن يجعلها أنشودة مرصعة بحروف الفرح.

هناك 6 تعليقات:

  1. مرحبا بي عند أختي عائشة الرائعة في مدونتها، من حسنات 2012 أنها عرفتني بإنسانة من مستواك، كل عام و أنت متألقة

    ردحذف
  2. أهلا بك أيتها المتألقة بحضورها، ومن لحظاتها المباركة تلك التي عرفتك فيها :)
    سرني مرورك يا غالية، تحياتي

    ردحذف
  3. باسلوب شاعري ، أرى الأحرف تتباهى أمام الكلمات فتقول لها أنا من أضفت اللحن ، ويقول الاخر أنا عدلت النعمة ، وتصيح الكلمة من اضفت المعنى والكلام والحديث ، فيحنحن القلم بصوته المتكبر ، أنا من كتب و تصيح الأفكار : حنانيكم فأنا تلك وتلك أنا وأنا من عائشة وفي فكر عائشة .
    دامت لنا اشراقاتك الرائعة ، تعشقين الحياة ، وتحبينها ، لأن أسلوبك رومنسي يعاتب المحب الذي خان الحب ، أعدك ، سننجح سويا باذن الله .
    وداعا 2012 و سنستقبل 2013 بأول اجتماع عمل بمقهى طاكسي انشاء الله

    ردحذف
  4. نعم الخيانة و الخذلان ،وأي محب؟ وليس أي حب وهو الكامن الكامل في معنى الوجود والعيش لتحقيق الحلم..
    سننجح ملهمتي وما توفيقنا إلا بالله، دمت بكل ود و وفاء

    ردحذف
  5. لا اجد تعليقا و لا كلمات .. حروفك نغمات تتراقص على مسامعي تذيب قلبي الضعيف الولهان .. كلماتك تصل للقلب مباشرة، لها وقع رااائع تجعل الشخص يأبى الانسحاب قبل قراءة آخر حرف منها ..
    بوركت و بورك مسعاك .. هي تلك الحياة، تصفعنا أحيانا فنستخلص منها التجارب و نمضي .. لأننا نؤمن بغد افضل .. و بان المجد لامتي ... و نحن صانعوه :) .. موفقة بإذن الله ..
    كنت هنا ..
    ف.م

    ردحذف
  6. شكرا لمرورك المميز كتميزك أيتها الرائعة فاطمة الزهراء..
    هي حروف المتواضعة أمام نبض قلمك غاليتي ...
    تحية لك بحجم طموحك :)

    ردحذف