كأي انسان يهتم بالشأن السياسي والقضايا الوطنية والعربية أحرص على تتبع
الأحداث ومعرفة المستجدات منها من كل النواحي ، سواء أسبابها والغاية منها والعوامل التي صنعتها، وأكثر ما يحز في نفسي هو هذا الارتباك في المواقف والتوجهات، الذي يعيشه أغلب الشباب الثوريين (اأقصد شباب الثورات العربية ) بكافة أطيافهم الفكرية والسياسية، لتظل تلك التناحرات فيما بينهم هي الحدث بعينه، في ظل ظرفية تعيشها البلدان العربية تحتاج إلى الحوار الداخلي واحترام رأي الآخر وتوحيد الموقف أمام التدخلات الخارجية.
والمقرف
في حقيقة الأمر هو أن يظل الصراع لصيقا بوجودية الاختلاف في الوقت الذي يجب أن
يكون الاختلاف أحد العلل الأساسية نحو التقدم إلى الأمام. وأكثر ما يستفزني ويدفعني للاستغراب هم هؤلاء الذين يقدسون فكرهم، ويؤمون بأن نهجهم هو الطريق الصحيح إلى نيل الحق! حسنا: من قال لك أنك على صواب؟ سوى أنه مجرد التعصب لأفكارك تظنه الصواب وقد أعمى بصيرتك عن إدراك الحقيقة، لذا تحدث عن الاخرين باحترام مهما اختلفت معهم، ولا تلعق أفكار كتاب واحد لتختار طريقك بل اقرأ بتأني الكثير من الكتب فكلها أفكار بشر.ويبقى الاختلاف الفكري ضرورة إنسانية ملحة ، تنفعنا بقدر معرفتنا وإدراكنا للأمور، وتدمرنا بقدر جهلنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق